يقول اوغبرن ويليم إن تحول أي مجتمع أو تطوره يمر بأربع مراحل هي (الاختراعات، التراكمية، الانتشار، والتكيف أو المواءمة)، هذه النظرية تنتهي إلى تأسيس المجتمع لتتوازن مع المستجدات من خلال التكيف والتلاؤم معها، وهكذا يتحول المجتمع بالتدريج.
هذه نظرية متشبعة بالمنطق، وأعتقد أن كل المجتمعات تعايشت معها وفق تدرج زمني مديد، ولكننا في السعودية تواجهنا مع عامل التسارع، قفزنا مراحل نمو متعددة دون أن تمنحنا زمن تحول كافيا، فالفرد الموجود في منطقتنا بات يعمل بذات الوسائل المتطورة المتاحة في بلدان متقدمة، لأن كثيرا منا آمن بالتغيير من أجل التطوير.
مر مجتمعنا في المملكة بتطور كبير في فترة تعتبر قصيرة في تاريخ الشعوب، كثير من المفاهيم اختلفت، فبعد أن كان تعليم المرأة محاربا، أصبحت الأسر تسعى لتسجيل بناتها في برامج الابتعاث الخارجي، تحول المرفوض إلى مرغوب.
تسبب تسارع تحول المجتمع في هزات أبرزها دوامات الصراعات لقبول أو رفض (متغير) جديد، لا تزال حرب (تأسيس قناعات) قائمة، مهمة هي القناعات المشتركة بين أطياف المجتمع السعودي لنتقدم أكثر وأكثر.
في ظل هذا التقدم الهائل الذي شهدته المملكة في العقود الأخيرة من الزمن إلا أننا لا نجد الجامعات ومراكز البحوث قدمت دراسات وبحوثا عن هذا التحول الذي أعتبره استثنائيا في سرعته والأساليب التي استخدمت لبقائه محافظا على القيم والمبادئ الإسلامية مع أن التحولات السريعة المجتمعية عادة ما تصنع آثارا سلبية.
الإعلام أحد الصامتين الكبار عن تقديم تفسيرات، مناقشات، ونظريات قادرة على إعادة توجيه الأشرعة، ودفة السفينة إلى الميناء مع أن المنجز كبير. فلم يكن يخطر ببال قفزات المجتمع السعودي المتسارعة المؤدية إلى انتشال مجتمعنا العريض من (البداوة) إلى التجمعات السكنية، ومن الاعتماد الاقتصادي على (الرعي والزراعة) لنكون ضمن دول الـ«جي 20» الأقوى اقتصاديا في العالم، كل ذلك تمت زراعته في اقل من نصف قرن، وأيضا فإن الرهان على امتصاص المجتمع لكل هذه المتغيرات والتحديثات بدرجة واحدة لا يكاد يصدق.
أعتقد أن المحارب (المجتمع والدولة) في حاجة ماسة الآن لاستراحة، لإعادة قراءة الصورة الجديدة، ومعرفة كيف تم تحويلها من (أبيض و أسود) إلى صورة ملونة (ثلاثية الأبعاد)، قبل أن نكتشف بأننا أصبحنا في مرحلة الصورة (سداسية الأبعاد)، فللتو اكتشف العالم تقنيات (النانو) وللتو بات جزءا من تخصصات أكاديمية وصناعة متقدمة في السعودية.
Sultan_aldosary@hotmail.com
هذه نظرية متشبعة بالمنطق، وأعتقد أن كل المجتمعات تعايشت معها وفق تدرج زمني مديد، ولكننا في السعودية تواجهنا مع عامل التسارع، قفزنا مراحل نمو متعددة دون أن تمنحنا زمن تحول كافيا، فالفرد الموجود في منطقتنا بات يعمل بذات الوسائل المتطورة المتاحة في بلدان متقدمة، لأن كثيرا منا آمن بالتغيير من أجل التطوير.
مر مجتمعنا في المملكة بتطور كبير في فترة تعتبر قصيرة في تاريخ الشعوب، كثير من المفاهيم اختلفت، فبعد أن كان تعليم المرأة محاربا، أصبحت الأسر تسعى لتسجيل بناتها في برامج الابتعاث الخارجي، تحول المرفوض إلى مرغوب.
تسبب تسارع تحول المجتمع في هزات أبرزها دوامات الصراعات لقبول أو رفض (متغير) جديد، لا تزال حرب (تأسيس قناعات) قائمة، مهمة هي القناعات المشتركة بين أطياف المجتمع السعودي لنتقدم أكثر وأكثر.
في ظل هذا التقدم الهائل الذي شهدته المملكة في العقود الأخيرة من الزمن إلا أننا لا نجد الجامعات ومراكز البحوث قدمت دراسات وبحوثا عن هذا التحول الذي أعتبره استثنائيا في سرعته والأساليب التي استخدمت لبقائه محافظا على القيم والمبادئ الإسلامية مع أن التحولات السريعة المجتمعية عادة ما تصنع آثارا سلبية.
الإعلام أحد الصامتين الكبار عن تقديم تفسيرات، مناقشات، ونظريات قادرة على إعادة توجيه الأشرعة، ودفة السفينة إلى الميناء مع أن المنجز كبير. فلم يكن يخطر ببال قفزات المجتمع السعودي المتسارعة المؤدية إلى انتشال مجتمعنا العريض من (البداوة) إلى التجمعات السكنية، ومن الاعتماد الاقتصادي على (الرعي والزراعة) لنكون ضمن دول الـ«جي 20» الأقوى اقتصاديا في العالم، كل ذلك تمت زراعته في اقل من نصف قرن، وأيضا فإن الرهان على امتصاص المجتمع لكل هذه المتغيرات والتحديثات بدرجة واحدة لا يكاد يصدق.
أعتقد أن المحارب (المجتمع والدولة) في حاجة ماسة الآن لاستراحة، لإعادة قراءة الصورة الجديدة، ومعرفة كيف تم تحويلها من (أبيض و أسود) إلى صورة ملونة (ثلاثية الأبعاد)، قبل أن نكتشف بأننا أصبحنا في مرحلة الصورة (سداسية الأبعاد)، فللتو اكتشف العالم تقنيات (النانو) وللتو بات جزءا من تخصصات أكاديمية وصناعة متقدمة في السعودية.
Sultan_aldosary@hotmail.com